الخميس، 26 نوفمبر 2009

صدام انت في القلب دائما


حتما احتاج الي وقت كي استوعب ذلك المشهد .
مشاعري مختلطة اتجاه ذلك الرجل الذي اعتلى منصة الاعدام صباح عيد كأنسان اعزل ,لا يملك سوى الشهادة لمواجهة الموت وقد كان هو الموت .
رجل اصبح نحن جميعا ولذا اختار ان يغادر كبيرا ليحفظ ماء وجهنا امام وقاحة الكاميرات :وشماتت القتلى في لحظته الاخيرة حقق (انجازه الاجمل )ذلك الحلم الذي اودى به فقد اصبح رئيسا لكل العالم العربي حين سال دمه ليغطي المساجد والساحات والبيوت العربية صباح عيد الاضحى كنا نريد له محاكمة تليق بجرائمه وارادو له محاكمة تليق بجرائمهم لقد ساعدنا :
عندما كان كما تمنيناه ان يكون رفض ان يلبس قناع الشنق تركهم يواجهونه مقنعين قذفوه بالشتائم فرد عليهم بالشهادة.
العدالة لا تحضر الى المحكمة مقنعة ولا تحتاج الي هتافات الشماتة كان كما توقعناه حين رفض تناول الحبوب المهدئة ووقف في كل قيافته ,انيقا في طلته الاخيرة داخل معطفه الكشميري الداكن لعله يعرف من زمن طغيانه ,ان الضحية دوما اكثر اناقة من جلادها سلاحها دمها لذا لا قاتل يخرج مضيفا من جريمة
مات صدام اذا شنقا حتى الموت الذين لبسوا حداده والذين بكوا والذين فتحوا له مجالس عزاء والذين حزنو عليه حد الانتحار...ليسوا هم من استفادوا من سخائه واغداقاته ايام العز .
هؤالاءبلعو السنتهم ودعوا في سرهم ان تموت معهم اسرارهم (ليتا حكامنا يعتبرون في حياتهم من وضع كرمهم في غير اهله(
بكاه البسطاء والفقراء الذين زاد من فقرهم فقدانهم فارس احلامهم الكونية
احلامهم المجنونة بكاه من رأو فيه قامة العروبة ,طلتها ,رجولتها,وعنادها ..حتى الموت
اعترف انني بكيت صدام .بكيته مشنوقا وقد كان شانقا بكيته انسانا . بكيته عربيا.بكيته مسلما ويوم كان حاكما بكيت منه
اشعر ان لي قرابة بهذا الرجل وانه لو قدر لي ان ازور العراق عندما يتحرر من محتليه سأزور قبره. واعتذر له عن زمن تفشى فيه داء نقصان مناعة الحياة لدى بعض حكامنا,وانخفض فيه منسوب الكرامة حتى غدا مجرد الترحم على رئيس عربي امرا يخيفهم .
ما دامت امريكا هي التي سلمته لسيافه .
adoola