الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

وداعا ابي الغالي

هناك الكثير من وجوه الغربة استحالة رسمها هنا فقد تعوض بالكلمات فالكلمة حينها تكون جدولا من نسيج الكون ولا يمكن رؤية اشكالها أو ما يوازي أشكالها فلا تكون الا في اعماق جمجمة الانسان السحيقة تلك الصورة لا علاقة لها بالشكل المرسوم وأدات ترجمتها الوحيدة هي العين اما الكلمة فلها جهاز رؤية أخر لم تكتشفه ميكانيكيته حتى الان لذا لم تكن صورة اسيشهاد ابي العامل البسيط في حاجاته التى ينقلها فقد وجد بحوزته حين الشهادة على كيس خبز وبعض الطعام كان لنا ولكن الة الحرب الأسرائيلية لم ترحمه ولم تدرك بأن عمره تجاوز الستين عام حمل ابي الشهادة وسام في العاشر من الشهر الرابع لتكون عام الفين وأثنين هي أخر صفحات حياته حياة ابي الغالي على قلوبنا فلم يمنعه منع التجوال أن يزور أقاربنا ولم يثنيه سناً عن السير والحركة فلم يكن اجتياح الأربعين يوماً الا نقمة علينا وعلى من حولنا على امتداد المحافظة لم نرى الا صورا مؤلمة لم ننساها وأشدها ألما صورة والدي تحت نجوم الليل كان الرصاص يلمع في الاْجواء تحت جنح الظلام ولم يكن أحد منا في جواره لتكون الصدفة سيارة اسعاف في طريقها الى مخيم العزة
ليطلب منه أن ينقل والدي الي المستشفى بعد ان تأكد من نزف اخر قطرة من دمائه
تحت شعار تفقد الأوراق الشخصية والتأكد من هوية من سينقله لتحجز هوية الشهيد وهو يلفظ انفاسه الاخيرة على أسرة المستشفى الحكومي بيت جالا في الساعة التاسعة مساء ليصلني اخبار بأن هناك
اصابات وقد يكون شهيداً ليتأكد لنا الخبر زار أقربائه جميعاً تحت المنع حتى تصدر أحدهم القول الرجل يودع فهو يقوم بعمل صعب في ظروف صعبة لم يترك قريب الا وزاره ولا صديق الا أطمأن عليه احتسى القهوة للمرة الأولى منذ فترة طويلة لم يتناولها وخرج لتكون رصاصات الشهادة بعدد سنين عمره ستون رصاصة اخترقت جسده فنالت من اعضاء جسمه لنفاجئ كما فوجئ الجميع ماذا يريدون من رجل لا يملك سوى أقدام متباطئة في الحركة وعيون تقضي حاجتها ويدان ترتعشان من كثرة ما حملت وعملت وجاهدة في حياة الدنيا ليترك أسرة في مخيم الدهيشة عشقوا مسقط الرأس رأس ابو عمار التي طالما نظم بحبها وعشقه للعودة اليها بيوت الوجل والندم على الهجرة والتهجر وحلم العودة ليعيش أولاده وأحفاده على ثراها ولكن قدر الله لا قدر غيره فقدرنا أن نعيش مشردين وقدرنا أن نكافح جيلاً بعد جيل ليترك الراية لمن بعدنا في الصمود والتحدي ليختم صفحات حياته بالشهادة لتكون عنوانا لأولاده نالذكرى والتثبت بالأرض والوطن
رحم الله والدي واسكنه فسيح جناته
بحبك ياوالدي الطيب

هناك 3 تعليقات:

Haneen Owdeh يقول...

alf mbroook ya 3adel 3la al mwke3 wl 5atera hay kter 7elwa
mno ll27san mno
betwfek

adoola يقول...

شكرا احلى دلوعة اتمنى لك احلى حياة
مع احلى تحية لك دائما الى اللقاء
adoola

غير معرف يقول...

ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله اموتا بل احياء عند ربهم يرزقون )
صدق الله العضيم
الله يرحم ابوك يا عدوولة
وشكرا على الموضوع الجميل وبتمنالك التوفيق